ظاهرة قديمة!!!

في البداية يؤكد الدكتور" أحمد عبد العال" ، مدرس الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ظاهرة النساء المسترجلات ظاهرة قديمة حيث كان هناك الكثيرات من النساء اللائي يحاولن التشبه بالرجال من أجل نيل الاحترام والتقدير والوضع الاجتماعي الذي يحظى به الرجل في مجتمع كان لا يزال ينظر للمرأة بشئ من التحقير وهو ما يفسر مثلا ما قامت به الملكة المصرية القديمة "حتشبسوت" والتي وبحسب ما تشير تماثيلها وضعت على ذقنها لحية مصطعنة كي تبدو وكأنها رجل.
وقال الدكتور عبد العال إن الإسلام تنبه لهذه الظاهرة منذ البداية حيث تواترت الكثير من الأحاديث النبوية التي حذرت كل من الرجال والنساء على السواء من انتهاج كل منهما طريق التشبه بالآخر انطلاقا من أن هذا التشبه يعد أوضح صورة ومثال للخروج والتمرد على الفطرة الإنسانية التي خلق الله الناس عليها وجعل منهم الذكر والأنثى ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" ويروي أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال وراكب الفلاة وحده".
وأضاف الكتور عبد العال أن المرأة المسترجلة تضر بنفسها قبل أن تلحق الضرر بالمجتمع بتلك الصورة المشوهة التي تبدو عليها في مجتمعها والتي بلا شك تثير اشمئزاز وضجر كل الأسوياء من الرجال والنساء فهي ليست امراة تراعي ما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة وهي ليست رجل بطبيعة خلقتها وتكوينها.
وأشار فضيلته إلى أن أكبر ضرر يعود على مثل هذه المسترجلة هو أنها قضت على مستقبلها الأسري الفطري فهي بكل تأكيد أحد نوعين فإما أن تكون قد وصلت إلى حد الشذوذ والزهد في الرجال فلا تتزوج وبالتالي لا تنجب ولا يكون لها أبناء فتحرم من الامومة والاستقرار وإما أن يكون "استرجالها" في حدود الملبس والسلوك الرجولي وهي في هذه الحالة ستفقد زوجها الذي سيأبى بطبيعة الحال أن تكون زوجته شبيهة بالرجال وهنا ستكون احتمالات التفكك الأسري واردة أيضا وهو ما سيهدد وضع الابناء في حال وجودهم.
وأوضح الدكتور عبد العال أن تزايد هذه الظاهرة في بعض المجتمعات العربية والإسلامية يكشف عن أن خللا كبيرا ينتاب هذه المجتمعات على مستويات مختلفة وهو ما يدفع إلى القول بأهمية التحرك السريع من كل المعنيين من علماء ودعاة وخبراء نفسيين وتربويين فضلا عن تفعيل دور الاسرة الذي أصبح وبكل أسف دورا غائبا في ظل الانشغال الدائم للآباء والأمهات.