دورات تدريبية

من جانبها تقول الأستاذة لمياء سليمان مدرسة رياضيات بالمرحلة الثانوية في إحدى دول الخليج إنها لاحظت خلال عملها طيلة أربع سنوات قضتها في مدرسة للبنات أن هناك بعض الفتيات يسلكن سلوكا غريبا ليس من المعتاد أن تسلكه فتاة إذ أنهن وبمجرد دخولهن للمدرسة يبدون وكأنهن شباب.
وأضافت الأستاذة لمياء أن من الطبيعي أن يكون في كل مجتمع من يأتي بتصرفات مشينة ومستهجنة فهذا أمر اعتاد عليه الجميع لكن من غير الطبيعي أن يصر البعض على أن يقوم بهذه التصرفات بكل هذه الجرأة وهو ما رايته من هؤلاء الفتيات اللائي يلقبونهن بـ "البويات" فلا أنسى أبدا ما رأيته عندما دخلت أحد الفصول فوجدت بوية تقوم بسلوك شائن أمام بقية الطالبات وهو ما أصابني بحرج شديد وعجز تام عن التفوه بكلمة واحدة.
وقالت الاستاذة لمياء إنني ومن خلال تجربتي المتواضعة أطالب بزيادة حصص الدين حتى يتسنى لمدرسي ومدرسات الدين من توعية الفتيات بخطورة هذا السلوك كما أطالب بأن يحصل المدرسون والمدرسات في المراحل التعليمية المختلفة على دورات تدريبية للتعريف بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات في حال اكتشافها في الفصل أو المدرسة.
وتحكي رشا محمد سويلم الإخصائية الاجتماعية في إحدى مدارس البنات عن فتاة مسترجلة كانت تتابع حالتها فتقول كانت الفتاة تتسم بسلوك عدواني تجاه زميلاتها عندما تختلط بهن لأنها كانت في الغالب منطوية على نفسها نافرة من صداقة البنات على حد قولها وعندما كنت أجلس معها لاحظت خشونة في يديها وإهمالها الشديد في مظهرها وإرتداءها لساعة يد "رجالي".
الحقيقة أن الفتاة كانت تعاني من مشاكل نفسية معقدة ولم يكن الحديث معها سهلا فالفتاة هي الابنة الخامسة لأسرة فقيرة وكان والدها دائما ساخطا على إنجابه للبنات وهو ما دفعها لكراهية جنسها وكانت الفتاة تعمل بيديها معه في أعماله عسى أن يغير والدها من رايه فيها وهو ما لم يحدث.